أخبار عاجلة
الرئيسية / التقارير / بمناسبة يوم الطفل العالمي الجمعية العراقية تصدر تقريرا ً حول الطفولة في العراق

بمناسبة يوم الطفل العالمي الجمعية العراقية تصدر تقريرا ً حول الطفولة في العراق

بمناسبة يوم الطفل العالمي؛

 التقرير الخاص للجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية حول الطفولة في العراق.

الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية تصدر تقريرا ً خاصا ً حول الطفولة في العراق بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي أقرته الامم المتحدة في الاول من حزيران من كل عام، تعبيرا ً عن أهمية حقوق الانسان للطفل الذي يشكل أهمية كبيرة في البنية الاجتماعية لجميع الأمم.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بهذا اليوم، يعاني أطفال العراق ومنذ سنوات عديدة من اعمال عنف ادت الى سوء الاوضاع الامنية والاقتصادية والصحية والتعليمية حيث اضطر اكثر من مليون طفل الى ترك مقاعدهم الدراسية، وكل هذه الاسباب ادت الى هدم كل ما يساهم في حفظ حقوق الطفل العراقي.

ان ظروف الحرب السيئة التي مر بها العراق كانت لها أثرا ً سيئاً على الاوضاع الصحية للأطفال وما سببته من سوء التغذية وما ينتج عنها من أعراض صحية كأمراض الدم، والامراض السرطانية، والتشوهات الخلقية بسبب سوء التغذية والتلوث الحاصل نتيجة استخدام الاسلحة، والانبعاثات السامة، وتلوث الاغذية، وسوء نوعيتها المستوردة من قبل التجار، وعدم وجود سياسات صحية تستهدف صحة الطفل في كافة مراحله العمرية، الى جانب النقص الشديد في مستوى الوعي الصحي للأطفال من قبل العائلة والمؤسسات المختصة ذات العلاقة.

وكان للنزوح القسري وفقدان منازلهم واللجوء الى المخيمات، والعشوائيات اثراً لانقطاعهم عن التعليم، وهم يعيشون في ظروف صعبة تأتي في مقدمتها الناحية الصحية نتيجة نقص الخدمات الاساسية في مناطق المخيمات المنتشرة في العديد من المحافظات، لا سيما الصرف الصحي الذي يسبب الامراض وانتقال الاوبئة، إضافة الى معاناة الاطفال من سوء التغذية ونقصها التي تشكل أهمية كبيرة للنمو السليم للطفل، فضلا عن سهولة تعرضهم للاستغلال، والاعتداء، والتحرش بسبب الظروف المعيشية السيئة التي يعيشونها في هذه المخيمات، مما استوجب العمل لمساعدة اهاليهم فعملوا في جمع العلب الفارغة من النفايات، والتسول، والعمل بالقرب من الاشارات المرورية، والاماكن العامة لبيع المناديل وغيرها من الاشياء، فكثير منهم تعرض الى مخاطر الانحراف، وارتكاب الجرائم.

ولم يكن للأطفال نصيباً أفضل في المؤسسة التعليمية، فقد ساهمت ظروف عديدة مجتمعة في سوء أوضاع التربية والتعليم للأطفال في العراق، منها ما تعرض لها أعداد كبيرة من أطفال النازحين من ظروف أجبرتهم على ترك التعليم أو الانقطاع عنه لأسباب مختلفة، أضافة الى سوء ظروف المؤسسة التربوية والتعليمة بسبب النقص الشديد في الميزانية وعدم وجود تخصيصات مالية كافية لقطاع التعليم من الميزانية العامة للدولة، وسوء البنية التحتية، وقِدم بنايات المدارس، وهدمها بعد استهدافها بسبب ظروف الحرب، وقِدم المناهج الدراسية والاساليب التربوية والتعليمية وعدم مواكبتها للتطور الحاصل في مجال التعليم في العالم وعدم أهلية أعداد كبيرة من المعلمين والمدرسين للقيام بهذه الوظيفة الانسانية.

الى جانب وجود أعداد كبيرة من الاطفال المعاقين بسبب الحرب أو لأسباب خلقية يعيشون في ظروف سيئة لا يتمتعون بتعليم خاص وعناية خاصة، وان وجدت لا تكون بالمستوى الذي يحافظ على كرامتهم الانسانية، ويعيش هؤلاء الاطفال في ظروف لا تقدم لهم ضمانات اجتماعية، واقتصادية، وصحية ويصبحون ضمن الفئات الاكثر تعرضاً للانتهاك دون وجود ضمانات من قبل مؤسسات الدّولة والجهات المعنية، وبالرغم من وجود العديد من المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الطفل، الا أن الطفل العراقي ظل يعاني من أسوأ أنواع المعاناة والظروف السيئة التي تمس إنسانيته حيث هناك نسب عالية منهم ينامون في الحدائق العامة وهياكل البنايات، والعشوائيات، والاماكن المهجورة في مناطق متعددة تفتقر الى ابسط الخدمات الاساسية، وكذلك كانت لهذه الظروف الأثر الكبير في بروز العديد من الظواهر الخطيرة على الاطفال من الإناث كالختان، وتزايد ظاهرة الزواج المبكر للتخلص من العبء الاقتصادي والاجتماعي لتربيتهن، وخصوصاً لدى العوائل الفقيرة المتعففة والنازحة.

ان بروز العنف والارهاب والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية ادت الى ازدياد اعداد اليتامى من الذين فقدو ذويهم، ومنهم من فقد المعيل الوحيد للعائلة، وظهور حالات جديدة في المجتمع مثل التخلي عن الاطفال وبيعهم .. وكذلك وجود معاناة في دور اغلب رعاية الايتام المنتشرة في المدن العراقية.

كما يتعرض الاطفال داخل مراكز التوقيف، والاصلاحيات الى معاملة قاسية، والإهانة والحط من كرامتهم اثناء التحقيق، وخلال فترة الاحتجاز، ومدة الحكم فضلاً عن بقائهم في ظروف عيش سيئة داخل الاصلاحيات بسبب رداءة نوعية الاغذية، وعدم توفر الالبسة ووسائل التدفئة والتبريد، وسوء المراكز الصحية في المؤسسات الاصلاحية وافتقارها الى البرامج المتطورة التي تساهم في تأهيل نزلائها من الاحداث، حيث تشكل هذه المؤسسة عاملاً خطيراً لاحتراف عدد من الاحداث لجرائم مختلفة بعد انتهاء محكوميتهم.

وكانت اخطر ما تعرضت لها الطفولة في العراق في العصر الحديث عند دخول تنظيم داعش الارهابي الى المدن العراقية حيث قام هذا التنظيم المدمر باختطاف وحجز الاطفال من الذكور الذين لا يتجاوز اعمارهم (15) عام، وادخالهم في دورات بمعسكراتهم لتدريبهم على العنف والكراهية والحقد والعمليات الحربية، ومشاركتهم في عمليات الاعدام والقتل والذبح، وهذا مخالف لاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الاطفال في النزاعات المسلحة الملحق بها، الى جانب اعداد كبيرة من الفتيات القاصرات المحتجزات لدى هذا التنظيم الذي يقوم بعمليات بيعهن في سوق النخاسة، وتزويج القاصرات لعناصرهم، ومعاملتهن كجاريات، وفرض الحجاب على الفتيات الصغيرات في المناطق التي يتواجدون فيها حتى لاتباع الديانات الاخرى غير المسلمة، وتنفيذ اقسى العقوبات بحق من لم ترتديه .. وخلال هذه الايام هناك اكثر من (20) الف طفل محتجز ومحاصر من قبل تنظيم داعش الارهابي مع عوائلهم في مدينة الفلوجة متخذين منهم دروعا ً بشرية لمنع تقدم القطعات العسكرية العراقية لتحرير هذه المدن المحتلة، ما يعرضهم الى الخوف والرعب الى جانب القصف الجوي والمدفعي المستمر.

وتناشد الجمعية العراقية لحقوق الانسان الحكومة المركزية، وحكومة أقليم كوردستان لإيلاء اهمية خاصة والتركيز على قضايا الطفل واعطاءها الاولوية، من خلال تطوير المناهج الدراسية، وبناء القدرات ليساهم في خلق جيل جديد يكون مرتكزا ً للخطط التنموية في البلاد للمستقبل، وتفعيل القوانين الخاصة بحقوق الطفل، ووضع عقوبات رادعة وتنفيذها ضد كل من يمارس العنف ضدهم، سواءاً في المؤسسات التعليمية او من قبل الاسرة والمجتمع وتحسين اوضاع الاطفال، واهمية زيادة النسب المالية المخصصة للزوجية والاطفال في رواتب الموظفين كضمان اجتماعي للأطفال، وعلى منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الطفل تفعيل نشاطاتهم ومطالباتهم للنهوض بواقع الطفولة في العراق، وخاصة تحسين اوضاع الاطفال في مخيمات النزوح .. كما ندعو المجتمع الدولي الى مساعدة العراق بتحرير اراضيه من الارهاب، وابعاد الأطفال عن خطر النزاعات المسلحة، ومعالجة النواقص في ما يخص ملف الطفولة في العراق من خلال المساهمات المختلفة من الدول المتقدمة للنهوض بالأجيال القادمة وفق افضل الطرق التعليمية والتربوية والصحية.

الجمعية العراقية لحقوق الانسان

في الولايات المتحدة الامريكية

7/حزيران/2016

شاهد أيضاً

المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان يصدر التقرير السنوي عن حالة حقوق الانسان في العراق لعام 2020 .

المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان يصدر التقرير السنوي عن حالة حقوق الانسان في العراق لعام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × واحد =