الرئيسية / البيانات / بيان – حول أوضاع العراقيين في السجون السعودية

بيان – حول أوضاع العراقيين في السجون السعودية

تشير الأخبار المحزنة عن أوضاع السجناء، والمعتقلين العراقيين في المملكة العربية السعودية، بخاصة بعد أن أصدرت السلطات السعودية أحكاماً بقطع رأس سبعة منهم دون أن تتوفر لهؤلاء المحكومين أبسط  شروط المحاكمات المدنية والإنسانية العادلة.

 إذ لم يعرف حتى الآن نوعية التهم التي أستندت عليها السلطات في أحكامها تلك، ولا الجهة التي تولت الدفاع عنهم، بل ولم تبلغ حتى الجهات الحكومية العراقية لحضور جلسات المحاكمات رسمياً، ومن المؤلم أن الأخبار تشير الى أن السلطات السعودية قد بدأت فعلاً بتنفيذ الحكم، حيث نقل أمس أحد المحكومين العراقيين الى (منطقة التنفيذ) !! وعدا هؤلاء السبعة، فإن هناك أكثر من 580 عراقي، يقبعون اليوم في السجون السعودية، وسط ظروف صحية ونفسية، ومعيشية صعبة جداً، حيث يفتقد هؤلاء المعتقلون لأدنى الشروط الإنسانية، فضلا عن اعدام العديد من العراقيين قبل هذا التأريخ وبمحاكمات صورية تفتقد للقوانين والشرائع الدولية.

 لذا فإننا في الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، نتقدم ببياننا هذا الى السلطات السعودية لأيقاف تنفيذ الأحكام بحق العراقيين السبعة أولاً، وأيضاح هذه القضية، وطرح ملابساتها علناً، فضلاً عن إعادة محاكمتهم حسب القوانين الدولية، وتوفيرشروط الدفاع السليم عنهم، مع حضورممثل عن الحكومة العراقية، كما نطالبها بعدم المصادقة على هذه الأحكام المنافية للقوانين السماوية، والوضعية، لاسيما وأن المعلوات المتوفرة لدينا، تشير الى أن التهم الموجهة للمتهمين العراقيين هي تهم بسيطة لا ترقى عقوباتها الى أكثر من السجن البسيط، او الغرامة، أو الأبعاد الى خارج الحدود.. فمنهم من تجاوز الحدود كرعاة من أجل كسب قوتهم، ورعي حيواناتهم، ومنهم من أرتكب جنحة بسيطة، أو أخذ على الشبهة، ويقال بأن البعض منهم قد اختطف إختطافاً من داخل الحدود العراقية، والصقت به تهم كيدية ظالمة, فحكم على بعظهم بالقصاص، ونفذ في بعضهم الحكم، بينما ينتظر الآخرون تنفيذ الحكم بقطع الراس بالسيف، ولعل هذا الحكم بحد ذاته هو أمر يقع خارج حدود الإنسانية، بل وخارج حدود التأريخ أيضاً.

كما تطالب جمعيتنا الحكومة العراقية بممارسة مسؤولياتها الدستورية، وتعهداتها الوطنية والأخلاقية بالتدخل الفوري والسريع لإنقاذ حياة هؤلاء المواطنين العراقيين، فالعراقي هو مواطن عراقي أينما يكون .. وأينما يحل، كما ندعو الجمعيات الحقوقية، والمنظمات الانسانية، والمجتمع المدني، والضمير العالمي بالضغط على الحكومة السعودية لأيقاف هذه الاحكام، وانقاذ رقاب هؤلاء العراقيين من القطع ….!! ونطالب المجتمع الدولي أيضاً بالتدخل لأنقاذ الموقوفين العراقيين الآخرين في السجون والمواقف السعودية، بخاصة وإن بعضهم قد أنهى فترة محكوميته بسنين عديدة، ولم يزل رهن التوقيف أو السجن، ومن المؤسف إن غالبية المسجونين العراقيين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر، والثلاثين، بحيث لم يسمح لهم الاتصال بعوائلهم، أو الإتصال بمحام يتولى الدفاع عنهم طيلة فترة الإعتقال، بل ولم يسمح حتى للسفارة العراقية في السعودية بالتدخل، او الإستفسار، أوالتقصي عنهم ، وتشيرالأنباء من هناك، الى إصابة الكثيرمن المسجونين بأمراض معدية، ومزمنة كالسل، والشلل، والجرب وأمراض أخرى.

وفي ختام هذا البيان، فإننا نتمنى على جميع الحكومات العربية والإسلامية التدخل لمنع تنفيذ هذه الجريمة اللا إنسانية، التي لن تؤذي العراقيين فحسب بل تؤذي البشرية عموماً.

 الجمعية العراقية لحقوق الإنسان

في الولايات المتحدة الامريكية

20 \ آب \ 2008

شاهد أيضاً

المناضل عبد الخالق زنكنة في ذمة الخلود

المناضل عبد الخالق زنكنة في ذمة الخلود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − 7 =